الأدب والكتبالثقافة والفن

5 من أجمل الأبيات الشعرية القصيرة

مختارات من أجمل الأبيات الشعرية القصيرة

الشعر هو روعة ذوق الأدب فهو بيان لحال شاعرها وبيان أمور ظاهر وباطنه ومع أبيات شعرية قصيرة يمكن أن تتبدل حالتك المزاجية والنفسية فللشعر العربي سحرًا خاصًا لن يعرفه إلا من تذوقه وفيما يلي سنعرض بعضًا من أبيات الشعر القصيرة.

هناك شعراء أثروا فينا بأبياتهم التي تمتلئ حكمة وفهما وفضفاضًا رقراقًا من الشاعر لا ينضب على مر الزمان ولذا سنذكر بعضًا من هؤلاء وأبياتهم.

الإمام الفقيه الأديب العالم الشافعي رحمه الله

تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي
فلا تجزع إذا لم تعط طاعه

وفي قصيدة أخرى:-

يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ

وفي قصيدة أخرى:

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلا فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فما يغني عن الموت الدواءُ

و يقول الإمام الشافعي:-

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ

قال الإمام الشافعي أيضا:-

ولرب نازلة يضيق لها الفتى  ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

وقال الإمام الشافعي في مكارم الأخلاق

لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودات

ويقول أيضُا:-

سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس  فحملانك الهموم جنون

إن ربا كفاك بالأمس
ما كان سيكفيك في غد ما يكون

و قال الإمام الشافعي رحمه الله في مناجاته لربه

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي إلا وذكرك بين النفس والنفس

لقد مننت على قلبي بمعرفة بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي

فامنن علي بذكر الصالحين ولا تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ويوم حشري بما أنزلت في عبس

و قال أيضا:

إن لله عبادا فطنا تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا

من الشعراء الرائعين ابن زيدون

أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ، ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ
وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً، إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ

حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ، إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ، ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ

وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛ وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ
إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ، مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ

وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ، يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً، فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ

أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ، يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي، إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ

فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي، وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ، فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ

أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ، إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟

تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛ وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ !
أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً، بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟

ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً، حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟
ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟

ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ
ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛ وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ

يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً، إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ
عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ، تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ

أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟ أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟
لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ

وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ، هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ
وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ، سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ

تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ:
هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ، وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ

ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ
أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ، لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ

وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛ وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ
وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ، مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ

وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ
كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛ جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ

يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ، وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ
وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛ وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ

فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛ وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ
وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ

وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ
وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي، غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ

من الشعراء المميزين المعري

لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛ ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها؛ والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا

إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ  فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها، حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا

وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها، إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله  إلىالتّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا

و يقول أيضا الشاعر في قصيدته لو كنتم اهل صفو

لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم: صَفويّةٌ، فأتى باللّفظ ما قُلِبا
جندٌ لإبليسَ في بدليسَ، آوِنَةٍ؛ وتارةً يحلبِون العيشَ في حَلَبا

طلبتمُ الزّاد في الآفاق من طمعٍ، واللَّهُ يُوجَدُ حقاً أينما طُلبا
ولستُ أعنى بهذا غيرَ فاجرِكُمْ؛ إنّ التّقيّ، إذا زاحمتَهُ، غلَبا

كالشّمسِ لم يدنُ من أضوائها دَنَسُ، والبَدْرُ قد جلّ عن ذمٍّ، وإن ثُلِبا
وما أرى كلّ قوم، ضَلّ رُشدُهُمُ، إلا نظيرَ النّصارى أعظموا الصُّلُبا

يا آلَ إسرالَ هل يُرجى مسيحُكُمُ؛ هيهاتَ قد ميّزَ الأشياءَ من خُلِبا
قلنا: أتانا، ولم يُصلب، وقولُكُمُ: ما جاءَ بعدُ، وقالتْ أُمّةٌ: صُلِبا

جلبتمُ باطلَ التّوراةِ، عن شَحَطٍ؛ ورُبّ شرٍّ بعيدٍ، للفتى، جُلبَا
كم يُقتلُ الناسُ، ماهمُّ الذي عمَدَتْ يداهُ للقتل، إلاّ أخذُهُ السَّلبَا

بالخُلفِ قامَ عمودُ الدّين،
طائفةٌ تبني الصّرُوح، وأخرى تحفرُ القُلُبا

الشاعر العظيم المتنبي

وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ

إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ

فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ

أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا

أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ

أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ

سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ

إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ

رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ

الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ

يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ

إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ

كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ

لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ

النابغة الذبياني

دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ، وكيفَ تَصابي المرء، والشّيبُ شاملُ؟
وقفتُ بربعِ الدارِ ، قد غيرَ البلى مَعارِفَها، والسّارِياتُ الهواطِلُ

أسائلُ عن سُعدى ، وقد مرّ بعدَنا، على عَرَصاتِ الدّارِ، سبعٌ كوامِلُ
فسَلّيتُ ما عندي برَوحة ِ عِرْمِسٍ، تخبّ برحلي ، تارة ً ، وتناقلُ

موثقة ِ الأنساءِ ، مضبورة ِ القرا ، نعوبٍ ، إذا كلّ العتاقُ المراسلُ
كأني شَددَتُ الرّحلَ حينَ تشذّرَتْ، على قارحٍ ، مما تضمنَ عاقلُ

أقَبَّ، كعَقدِ الأندَريّ، مُسَحَّجٍ، حُزابِية ٍ، قد كَدمَتْهُ الَمساحِلُ
أضرّ بجرداءِ النسالة ِ ، سمحج ، يقبلها ، إذْ أعوزتهُ الحلائلُ

إذا جاهدتهُ الشدّ جدّ ، وإنْ ونتْ تَساقَطَ لا وانٍ، ولا مُتَخاذِلُ
و إنْ هبطا سهلاً أثارا عجابة ً ؛ وإنّ عَلَوَا حَزْناً تَشَظّتْ جَنادِلُ

ورَبِّ بني البَرْشاءِ: ذُهْلٍ وقَيسِها و شيبانَ ، حيثُ استبهلتها المنازلُ
لقد عالني ما سرها ، وتقطعتْ ، لروعاتها ، مني القوى والوسائلُ

فلا يَهنىء الأعداءَ مصرَعُ مَلْكِهِمْ، و ما عشقتْ منهُ تميمٌ ووائلُ
و كانتْ لهمْ ربعية ٌ يحذرونها ، إذا خضخضتْ ماءَ السماءِ القبائلُ

يسيرُ بها النعمانُ تغلي قدورهُ ، تجيشُ بأسبابِ المنايا المراجلُ
يَحُثّ الحُداة َ، جالِزاً برِدائِهِ، يَقي حاجِبَيْهِ ما تُثيرُ القنابلُ

يقولُ رجالٌ، يُنكِرونَ خليقَتي: لعلّ زياداً ، لا أبا لكَ ، غافلُ
أبَى غَفْلتي أني، إذا ما ذكَرْتُهُ، تَحَرّكَ داءٌ، في فؤاديَ، داخِلُ

و أنّ تلادي ، إنْ ذكرتُ ، وشكتي ومُهري، وما ضَمّتْ لديّ الأنامِلُ
حِباؤُكَ ، و العيسُ العتاقُ كأنها هجانُ المها ، تحدى عليها الرحائلُ

فإنْ تَكُ قد ودّعتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ،
أواسيَ ملكٌ تبتتها الأوائلُ

بواسطة
ياسمين ياسين
عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى