كيف نستفيد من الألعاب الإلكترونية؟ وكيف نتجنب مخاطرها؟

أنشطة افتراضية يندمج فيها اللاعبون داخل عالم افتراضي غير حقيقي وفق قواعد وضوابط محددة سلفا وتنتهي بنتائج يمكن قياسها بطريقة كمية، وتعمل هذه الألعاب الرقمية الإلكترونية على التليفزيون أو جهاز البلاي ستيشن أو الحاسب الآلي أو الهواتف المحمولة أو الآيباد وغير ذلك من الأجهزة المخصصة لها، وتختلف أنواع تلك الألعاب من حيث طبيعة مشاركة اللاعب سواء من كونه محارباً في ألعاب الحرب والقتال والرغبة في السيطرة على الآخرين، ومنها ألعاب السباق أو ألعاب التفكير والذكاء والألغاز، ومنها ألعاب المغامرات والمشاركة في العوالم الافتراضية بصور مختلفة، ولكل نوع من هذه الأنواع مميزاته وعيوبه، وأياًّ كان الهدف من تلك الألعاب الإلكترونية فإنها أصبحت واقعاً يسيطر على غالبية الشباب والأطفال.
أهم فوائد الألعاب الإلكترونية:
لقد اختلفت طبيعة الجيل الحالي عن الأجيال السابقة؛ حيث ارتبط الأطفال في هذا الجيل بالألعاب الإلكترونية بشكل ملفتٍ للنظر، وأصبح العديد منهم يفضل العيش في عالم الألعاب الافتراضي بدلا من إقامة علاقات اجتماعية مختلفة مع الأصدقاء واللهو معهم، وقد ذكرت بعض الدراسات أن الألعاب الإلكترونية لها كثير من الفوائد، فقد ثبت أنها تزيد القدرة والسرعة في اتخاذ القرارات الحاسمة بنسبة 25% عن الآخرين الذي لا يلعبون ألعابا إلكترونية، كما تزيد نسبة الإدراك والمعالجة العقلية للأجسام ثلاثية الأبعاد لدى النساء خاصة بنسبة تصل إلى 42%، وفيما يلي أهم فوائد الألعاب الإلكترونية على الأطفال:
- التسلية والترويح: تعمل الألعاب الإلكترونية على تسلية الأطفال والشباب وقضاء وقت الفراغ والترويح عن النفس، بل تحقق المتعة والراحة النفسية للاعبين عند تحقيق الانتصار أو الفوز؛ لذلك يميل إليها كثير من الشباب عند العجز عن الخروج إلى المتنزهات أو الحدائق العامة للترويح عن النفس والتسلية والحصول على المرح والمتعة.
- تخفيف الألم: من الفوائد العجيبة للألعاب الإلكترونية والتي أشار إليها بعض الخبراء البريطانيين، فقد ذكر أنها تعمل على تخفيف آلام مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي؛ حيث تعمل على تحويل انتباه المريض إلى الألعاب الإلكترونية بدلا من التركيز مع الألم، بل يشير بعض الخبراء إلى إمكانية استخدامها لتحويل انتباه اللاعبين من الإحساس بالألم إلى تلك الألعاب؛ حيث تؤدي إلى اعتدال المزاج والترويح عن النفس بالإضافة إلى تخفيف الإحساس بالألم.
- تنمية الذكاء والقدرات الذهنية: تحتوي كثير من تلك الألعاب الإلكترونية على خطوات ومهارات من شأنها تنمية القدرات الإدراكية والذكاء والتفكير والقدرة على اتخاذ القرارات لدى الأطفال والشباب، كما تزيد من قوة الملاحظة والسرعة في رد الفعل والقدرة على التوفيق بين الحركة والعين مع تنمية الخيال والقدرة على الابتكار، مع تزويد الأطفال والشباب ببعض المعلومات العامة النافعة والمفيدة سواء كانت معلومات عامة أو دينية أو ثقافية أو غير ذلك.
- تنمية مهارة التعامل مع الأجهزة الإلكترونية: تؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية إلى تنمية مهارة الأطفال في استخدام الحاسب الآلي والأجهزة الإلكترونية؛ لأنهم يلعبون رغبة في المتعة والمرح فتزداد نسبة الاستفادة بخلاف الدروس التعليمية التي تفرض عليهم التعلم وتلزمهم به.
- التعليم: يمكن الاستفادة من الألعاب الإلكترونية في مجال التعليم؛ وذلك لأنها تجعل عملية تعلم الأطفال متعة وتجذبهم إلى المنهج، فقد ثبت أن تحويل المناهج التعليمية للأطفال إلى ألعاب إلكترونية وتحويل المقررات تعليمية إلى صورة ألعاب حاسوبية تزيد من نسبة تفاعل الطلاب مع المنهج بصورة أكبر بكثير من الدراسة التقليدية.
أهم سلبيات الألعاب الإلكترونية:
بالرغم من الفوائد العديدة لاستخدام الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها وأضرارها على الأطفال أكثر وأشد خطورة؛ حيث يمكنها أن تعلم الأطفال بعض الأساليب والمهارات التي يرفضها المجتمع كالعنف والقتل وارتكاب الجرائم وغير ذلك، وفيما يلي نحدد أهم السلبيات التي يمكن أن تسببها الألعاب الإلكترونية:
- الأضرار الصحية: إن الإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية يؤدي إلى إصابة الأطفال بكثير من الأضرار الصحية منها ضعف القدرة على الإبصار بسبب قضاء الأوقات الطويلة أمام شاشة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية، وكذلك الإصابة بالصداع أو الإجهاد وتشنجات في عضلات العنق بالإضافة إلى آلام الظهر والكتفين، ومن المشاكل الصحية أيضاً زيادة الوزن بسبب كثرة الجلوس أمام تلك الأجهزة.
- الآثار الاجتماعية: حيث يتعلم بعض الأطفال سلوكيات عدوانية من خلال ممارسة ألعاب الحرب والقتال والمغامرات القتالية أو احتراف الجريمة، فالطفل يرغب في تجريب ما هو جديد باستمرار بالإضافة إلى تقليد ما يشاهده في تلك الألعاب بالإضافة إلى تقمص أدوار البطولة التي يشاهدها أو يمارسها في عالمه الافتراضي داخل الألعاب الإلكترونية التي يواظب عليها أو يختارها دون رقابة أسرية على ذلك، وقد يؤدي ذلك إلى اضطراب في سلوك الأفراد بسبب التأثر بما يتعلمونه أو يرغبون في محاكاته من الألعاب الإلكترونية. التأخر الدراسي: في كثير من الأحيان يؤدي انشغال الأطفال وإدمانهم للألعاب الإلكترونية إلى التقصير في الواجبات المدرسية وإهمال الدراسة؛ مما يؤدي إلى التأخر الدراسي وقلة التحصيل والإصابة ببلادة الإحساس وعدم الشعور بالغيرة من أقرانه المتفوقين دراسيا بسبب الهروب من الواقع المؤلم إلى العالم الافتراضي الذي يجد فيه المتعة والتسلية.
- سلبيات دينية وأخلاقية: تحتوي كثير من الألعاب الإلكترونية على صور عارية أو مناظر تخالف العقيدة والقيم الأخلاقية أو الإشارة إلى بعض الشعارات الدينية والسخرية من أخرى؛ وذلك يرسخ بعض القيم والمفاهيم المغلوطة لدى الأطفال والتي قد تتنافى مع العقيدة الدينية أو القيم المجتمعية.
- ضعف القدرة على التركيز: تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أن الألعاب التعليمية تؤثر سلبيا على قدرة الأطفال على التركيز؛ حيث تعمل على تشتيت انتباه الطالب من خلال تخيل أحداث الألعاب العالم الافتراضي الذي أدمن العيش فيه؛ مما يؤثر على قدرته على التركيز والحفظ والاستذكار وغير ذلك.
- الانطواء والسلبية: يؤدي إدمان الألعاب الإلكترونية إلى تجنب الأطفال للتواصل مع الآخرين والميل إلى الانطواء والكآبة والاعتكاف على النفس بسبب قضاء الساعات الطوال أمام تلك الألعاب بعيدا عن الأهل والمقربين من الأصدقاء والأقران، وقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن أحد أسباب إصابة الأطفال بمرض التوحد هو الانعزال عن الآخرين والانشغال بالأجهزة الحديثة والألعاب الإلكترونية.
- مضيعة للوقت: إن الوقت كنز ثمين يجب استغلاله أفضل استغلال، ومن أخطر سلبيات الألعاب الإلكترونية أنها تضيع الوقت بشكل كبير؛ حيث لا يشعر اللاعبون بمرور الوقت أمام تلك الأجهزة الإلكترونية الحديثة بسبب إدمان تلك الألعاب وقضاء الساعات أمامها دون وعي لخطورة تلك المشكلة التي قد تؤدي إلى ضياع سنوات من عمر الإنسان دون نفع أو فائدة.
- الإصابة بمخاطر الإشعاعات الكهرومغناطيسية: تنبعث بعض الأشعة من الأجهزة المستخدمة في الألعاب الإلكترونية تسمى (الأشعة الكهرومغناطيسية) والتي يقوم الجسم البشري بامتصاصها؛ مما ينتج عن ذلك إصابته بالعديد من المخاطر الصحية كالتوتر والقلق غير المبرر وكثير من الانفعالات السلبية والتهابات المفاصل والإصابة بأمراض هشاشة العظام وزيادة فرص الإصابة بحساسية الصدر والجلد.