الثقافة والفنالموسيقى والعروض الحية

تضرب على وتر حساس عميق في الدماغ

مكن هذا النهج المبتكر عازف البيانو من تعديل أدائه لتعزيز التأثير العاطفي على الجمهور. في المقابل، تم تقديم نسخ مسجلة من نفس المقطوعات للمشاركين في حالة التحكم، حيث افتقرت إلى التفاعل اللحظي المباشر، مما سمح بعزل تأثير الأداء الحي عن الموسيقى ذاتها.

استجابة عاطفية أعمق

توصل فروهولز وزملاؤه إلى أن الموسيقى الحية، مقارنة بالموسيقى المسجلة، حفزت نشاطًا أقوى وأكثر اتساقًا في اللوزة الدماغية، مما يعكس ارتباطًا عاطفيًا أعمق لدى المستمعين. تشير هذه النتائج إلى أن العروض الحية تعزز تجربة المشاعر وتكثف استجاباتها، مما يجعلها أكثر تأثيرًا من الناحية العاطفية.

تنشيط أوسع للدماغ

لا يقتصر التأثير العاطفي للموسيقى الحية على اللوزة الدماغية فحسب، بل يمتد ليشمل تبادلًا أكثر نشاطًا للمعلومات في مختلف مناطق الدماغ. وتكشف النتائج أن العروض الحية تعزز المشاركة العاطفية، وتنشط شبكات معرفية وعاطفية واسعة، مما يسهم في معالجة أعمق وأكثر تعقيدًا للمشاعر، ويعزز التجربة الحسية والإدراكية للمستمع.

الموسيقى كوسيلة للتفاعل الاجتماعي

خلص الباحثون إلى أن “الموسيقى الحية تتميز عن الموسيقى المسجلة في طبيعتها الصوتية، حيث يؤدي الأداء الحي إلى تفاعل وثيق بين العازف والمستمعين، مما يعزز الاستجابات العاطفية لديهم، وهو عنصر جوهري في الموسيقى كوسيلة للتواصل الاجتماعي”.

وتسلط الدراسة الضوء على الأصول التطورية للموسيقى، مشيرة إلى أن تفضيل العروض الحية قد يكون متجذرًا في الممارسات التقليدية لصنع الموسيقى بالأدوات والآلات. ورغم التطور التكنولوجي الذي جعل الموسيقى المسجلة متاحة للجميع، تظل التجربة العاطفية والاجتماعية للحفلات الحية لا تضاهى.

عرض المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى